الرسول وشظف العيش

كانت حياة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)في أهله تتميز بشطف لا يطيقه احد غيره ، وهي أوامر الله له،حيث قال تعالى (ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى )فكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعيش هو وأهله على قاعدة (ما قل وكفى خير مما كثر وألهى) وقد مات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم يطعم في حياته خبزا منخولا ، وكان يمر الشهر والشهران ولا يوقد في بيت رسول الله نار لطعام وقد كان طعامه المعتاد هو التمر والماء وقالت أم المؤمنين عائشة : لقد توفي رسول الله وما في رفي شي‘ يؤكل , أما فراشه فكان من جلد محشو باللف ولم يكن له من الملابس إلا ما على جسمه , هذا الشظف الشديد كان لرجل ينفق على الناس أنفاق من لايخشى
الفقر ,وقد كان رسول الله اشد سخاء من الريح المرسلة إلا يقول ( اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا ) وقد قال لأبي ذر :يا أبا ذر ما يسرني أن عندي مثل جبل احد ذهبا , تمضي علي ثلاثة أيام وعندي منه دينار إلا شي‘ ارصده لدين إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه وكان يشد الحجارة على بطنه من الجوع مع قدرته على أن ينعم بأطيب العيش لو شاء ولكنه كان قد قال (مالي وللدنيا أنما انا كرجل قال – قيلولة – تحت ظل شجرة ثم راح وتركها ) فقد ارتبطت همته بالمثل العليا وتعلق قلبه بما عند الله يوم القيامة ( ألم يجدك يتيما فأوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى ) .